الامبرطور المدير العام
كيف تعرفت علينا ؟؟؟؟؟؟ : احلى منتدى كلمه للاقصى الجريح : اللهم يا رب العالمين انصر المسجد الاقصى من رجس اليهود رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 944 النشاط : 5 تاريخ التسجيل : 27/05/2009 العمر : 34 الموقع : مدينة تع بورد العمل/الترفيه : موظف في شركة النجاح الوطنية
| موضوع: فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ الجمعة نوفمبر 13, 2009 3:46 pm | |
| تحيه معطره بأريج الخير والعلم. أخي العزيز أشكرك من كل قلبي أنت وكل القائمين على هذا الموقع الرائع، وجزاك الله عنا خيرًا كثيرًا
أخي عندي سؤال: يقول الله في كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ﴾(الرحمن: 68)، صدق الله العظيم.
أخي ! هنا أخرج الله ( الرمان ) من الفاكهة، لأنه ذكر الفاكهة، وبعدها ذكر الرمان، وبهذا يكون للرمان وضع خاص وأمر آخر.. أرجو توضيح هذا الأمر بشيء من التفصيل.. ولك كل الشكر والتقدير.
علاء نصر
مشرف دعاية طبية
هذا سؤال ورد من الأخ علاء نصر إلى السيد فراس نور الحق مدير موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وأحاله إلي للإجابة عنه، فأجبت عنه بما يأتي:
الجــــــــواب:
بسم الله، وبه المستعان، وعليه التكلان.. أما بعد:
فهذا السؤال - على بساطته كما يبدو – من الأسئلة المهمة، والجواب عنه يتوقف عليه فهم كثير من آيات التنزيل الحكيم.. وأول ما أبدأ به هو: أن ( الواو ) في لسان العرب لها معنيان: أولهما: العطف. وثانيهما: الجمع.
أما العطف بها فيقتضي أمرين:
أحدهما: أن يكون المعطوف بها مغايرًا للمعطوف عليه في الذات أو الصفات، موافقًا له في الجنس، فمن الأول قول الله عز وجل:﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً ﴾(النساء: 163).
ومن الثاني قول الله عز وجل:﴿ عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً ﴾(التحريم: 5).
فالأول من عطف الذات على الذات، والثاني من عطف الصفات على الصفات.. وقد اجتمعا معًا في قول الله عز وجل:
﴿ وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾(البقرة: 125).
والثاني: أن يكون المعطوف خاصًّا، والمعطوف عليه عامًّا. وبمعنى آخر: أن يكون المعطوف جزءًا من المعطوف عليه، فيكون العطف من باب عطف الخاص على العام، أو من باب عطف الجزئي على الكلي، أو العكس.
ومن الأول قول الله عز وجل:﴿ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ ﴾(البقرة: 98). فعطف ( جبريل وميكال ) على ( الملائكة )، وهما ملكان. وإنما أفردهما بالذكر، تعظيمًا لشأنهما، مع كونهما من جملة الملائكة.
ومن الثاني قول الله عز وجل:﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾(الحجر: 87). فعطف ( القرآن العظيم ) على ( السبع المثاني )، وهو من باب عطف الكلي على الجزئي، أو العام على الخاص.
أما قوله تعالى:﴿ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ﴾(الرحمن: 68)، فقيل فيه:
1- ( النخل والرمان ) مغايران للفاكهة. أي: من غيرهما. والعطف من باب عطف المتغايرات. وبيان ذلك: أن ( الفاكهة ) ثمرُها مخلصٌ للتفكُّه. أما ( النخل ) فثمرُه فاكهة وطعام. وأن ( الرمان ) ثمرُه فاكهة ودواء، فلم يخلصا للتفكه. ومن هنا تغايرا مع الفاكهة، فجاز عطفهما عليها.
2- ( النخل والرمان ) من الفاكهة. والعطف من باب عطف الجزئي على الكلي. وإنما عطفا على ( الفاكهة )، اختصاصًا لهما، وبيانًا لفضلهما. قال الزمخشري:«كأنهما - لما لهما من المزية - جنسان آخران »، كقوله تعالى:﴿ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ ﴾(البقرة: 98).
وهذان الوجهان أجازهما الزمخشري في الكشاف، وتبعه كثير من المفسرين. واختار الرازي في التفسير الكبير القول الأول. وعليه بنى أبو حنيفة قوله:« إذا حلف: لا يأكل فاكهة، فأكل رمانًا أو رطبًا، لم يحنث »، لأن الرمان والرطب مغايران للفاكهة.
وأما ما نقل عن الشافعي من أنه قال:« لو قال رجل: والله، لا آكل الفاكهة، فأكل من هذين يحنث » فهو مبني على أن الرطب والرمان هما فاكهة، لا أنهما من الفاكهة. وعليه يكون عطفهما على الفاكهة هو من عطف الشيء على نفسه، وهو مذهب كثير من المفسرين، وحملوا عليه كثيرًا من الآيات التي أشكل عليهم فهمها، وعقد له كل من الزجاج والسيوطي في كتابيهما ( إعراب القرآن ) فصلاً بعنوان ( ما جاء في التنزيل معطوفًا، وليس المعطوف مغايرًا للمعطوف عليه، وإنما هوَ هو، أو بعضه)، فأصابا في الثاني، وأخطآ في الأول، لأنه ليس في التنزيل الحكيم لفظان مترادفان حتى نقول بعطف أحدهما على الآخر، فما يظنه كثير من المترادفات هو من المتباينات كما قال أحدهم.
ومن ذلك قولهم في قوله تعالى:﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾(الحجر: 87): إن القرآن العظيم هو السبع المثاني، وإن عطف الثاني على الأول هو من عطف الشيء على نفسه. وكذلك قولهم في قوله تعالى:﴿ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ ﴾(البقرة: 98): إن جبريل وميكال هما ملائكة، وعطفهما على الملائكة من باب عطف الشيء على نفسه.
ونحن نقول العطف في الآية الأولى هو من عطف الكلي على الجزئي، فالسبع المثاني ليست هي القرآن العظيم، وإنما هي جزء منه. والعطف في الآية الثانية هو من عطف الجزئي على الكلي، لأن جبريل وميكال من الملائكة وليسا هما نفس الملائكة.. وهذا الباب على وضوحه زلت فيه أقدام كثيرة، ونتجت عنه أخطاء قاتلة في تأويل كثير من آيات التنزيل الحكيم، ليس هذا موضع الحديث عنها.. نسأل الله تعالى أن يعصمنا من الزلل.
بقي أن نذكر ما قاله صاحب كتاب ( القرآن وإعجازه العلمي ) في هذه الآية:« يثبت العلم أن أكثر الطعام فائدة للإنسان الفاكهة بأنواعها المختلفة، فقد جمع سبحانه فيها من الغذاء والدواء ما جعلها مكتملة العناصر اللازمة لصحة الأبدان، وقد خص الله العليم الخبير بما خلق بعض أنواع الفاكهة التي ذكرها في هذه الآية بأنها ذات فائدة غذائية أكثر من غيرها، وهذه هي ( النخل والرمان ).
أما ( النخل ) فقد دلت التحاليل الكيميائية على أن التمر يحتوى على نسبة مرتفعة من السكريات ( 76 تقريبا )، ويستفيد الجسم من التمر في إنتاج طاقة عالية وسعر حراري كبير، علاوة على ما يحتوى عليه من عناصر الكلسيوم والحديد والفسفور وكميات من الفيتامينات الواقية من مرض البلاجرا، مما يجعل التمر غذاء كاملاً.
وأما ( الرمان ) فيحتوى لبه وعصيره على نسبة مرتفعة من حمض الليمونيك الذي يساعد بتأثيره على تقليل أثر الحموضة في البول والدم، مما يكون سببًا في تجنب مرض النقرس، وتكوين حصى الكلى، كما أن عصير الرمان به نسبة لا بأس بها من السكريات السهلة الاحتراق والمولدة للطاقة، كما أن به مادة عفصية قابضة تقي الأمعاء مما يصيبها من إسهال، كما أن قشور سيقان أشجار الرمان تستخدم في القضاء على الدودة الشرطية ».
| |
|