أخبريني بصراحة ماهي عيوبي ؟!
سؤال اسمعه كثيرا ، ( ويغيظني ايضا !) يطرحه علي صديق أو شخص مقرب باعتبار أنه يثق بي وبصدقي وحبي له !
سؤال يجعلني أنظر إليه بحيرة وأتلعثم بالإجابة ...
من يطرح هذا السؤال على الآخرين يتوقع أحد أمرين :
إما أنه خالي من العيوب ، أو أنك ستخبره بعيوب بسيطة فيه كأن تقول : أنت عصبي ( زيادة عن اللازم) .. متسرع .. (تزعل) سريعا ...
من المحرج أن يطرح عليك أحدهم هذا السؤال ويطلب منك أن تجيبه بصدق وشفافية .. كأنه يتحمل سماع الأجابة ، أو كأن صدره رحب لدرجة خرافية حتى يتقبل إجابتك ولا يقاطعك بعد ذلك شهورا !!!
ما أريد قوله أن لكل إنسان منا عيوبه ، ويرتبط به أننا جميعا نرتكب الأخطاء بقصد أو من غير قصد .. لا يوجد إنسان كامل ..( ستقولون مقولة معروفة ، والكل يؤمن بها ) .. لكن لا أجد كثيرا من يتصرف على هذا الأساس !
من هؤلاء الذين يتصرفون كأنهم بلا عيوب :
- من هو في حالة زعل وخصام دائم مع الآخرين ، هو يعتقد أنه لايرتكب سوءا ولايخطئ وأن من حوله يخطئون في حقه دائما ..
- من ينتقص من شأن من حوله ويُكثر انتقادهم .. سواءا من ناحية تفكيرهم أو مظهرهم أو سلوكهم ..
- من لايغفر ولايسامح .. وكأنه لايمكن أن يخطئ يوما ويضطر لطلب الاعتذار ..
والأدهى ذلك الشخص الذي حين تسأله ماهي عيوبك فيجيب بأجوبة على غرار : حساس أكثر من اللازم .. خجول جدا .. أثق بالآخرين بسهولة .. طيب للغاية !! ( نلاحظ أنها أجوبة أغلب المشاهير عندما يُطرح عليهم هذا السؤال ) .. أمر مثير للسخرية .. يريدون القول أنهم بلا عيوب أو أن عيوبهم هي حسنات !..
الأولى لذلك الشخص الذي يملك ( الشجاعة ) لسماع عيوبه أن يطلب من الله أن يستر عيوبه وعوراته في الدنيا والآخرة ، وأن يعمل على تحسين نفسه والإرتقاء بذاته ليقلل من عيوبه قدر الإمكان ..
دعونا نصدق فعلا أن لكل منا عيوبه ، وأننا جميعا نخطئ حتى لو لم ندرك أننا نفعل ! ..
دعونا نعامل من حولنا برفق وتواضع ، نسامح من أخطا ونستر من زلّ ..
لنسأل الله دائما أن يجعلنا عبادا صالحين ...